الأندلس هو الاسم العربي لإسبانيا والبرتغال اللتين خضعتا للحكم الإسلامي من بداية القرن الثامن الميلادي إلى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي (أواخر القرن الأول الهجري إلى أواخر القرن التاسع الهجري). كانت الأندلس مركزاً للثقافة والإبداع، وساهمت في إنتاج بعضٍ من أروع التقاليد الفنية والفكرية. لقد شهدت شبه الجزيرة الإيبيرية تحولاً كبيراً مع وصول القوات العربية-البربرية عام 711م، وهو الحدث الذي مهّد لقيام حضارة مزدهرة أصبحت حلقة الوصل الحيوية بين أفريقيا وأوروبا والمشرق الإسلامي.
بزوغ الأندلس وذروة مجدها
في القرون التي تلت، ازدهرت في الأندلس مدنٌ مثل قرطبة وإشبيلية وغرناطة وأصبحت مراكز للعلم والفن والتجارة، واشتهرت بمكتباتها وحدائقها وعمارتها وحياة البلاط الملكي فيها. تعايش المسلمون والمسيحيون واليهود وطوائف أخرى متنوعة في بيئةٍ ثقافيةٍ نابضةٍ بالحياة. وقد سمح هذا التعايش بتدفق المعرفة العلمية والأفكار الفلسفية والابتكارات الفنية عبر الحدود الجغرافية.
يُعَدُّ التصميم المهيب للجامع الكبير في قرطبة، وأناقة التفاصيل في قصور بني نصر داخل مجمّع الحمراء في غرناطة، شواهد خالدة على هذا الفصل الاستثنائي في تاريخ الحضارتين الإسلامية والأوروبية.